7‏/3‏/2010

الذهب الأسود نقمة على أصحابة اذا أٌسئ استخدامه

رغم المداخيل الهائلة التي تدرها العائدات النفطية على الدول المنتجة تبقى معدلات النمو في معظم هذه الدول هزيلة جدا، فالتجارب أثبتت أن النفط كان أحد أسباب انتشار الحروب والكوارث.الا أن هناك تجارب رائدة
يحاول العديد من الخبراء تفسير ظاهرة الفقر في الدول الغنية بالموارد الطبيعية والتي يُفترض أن ينعم سكانها برغد العيش. فقد يظن الكثير أن الصادرات النفطية توفر السيولة النقدية اللازمة من العملة الصعبة ليُعاد استثمارها في الدول المنتجة للنفط لتحقيق النمو الاقتصادي فيها. إلا أن الواقع الاجتماعي والاقتصادي لمعظم الدول لا يوحي بحدوث الرخاء المنظور، فما زال عدد كبير من السكان يعاني من الفقر والجهل وعدم الحصول على الخدمات الضرورية. فبدل الرفاهية الاقتصادية والرخاء الاجتماعي ساهمت مداخيل النفط في تفشي الفساد المالي والاقتتال من أجل السيطرة على هذه المداخيل أو مصادرها، إضافة إلى ذلك يسجل المتتبعون الاقتصاديون نوعا من الفتور في رغبة هذه الدول في الاستثمار والاكتفاء بالاعتماد بشكل شبه كلي على تلك العائدات. وفي هذا الإطار قام خبير اقتصادي من معهد دراسات الاقتصاد الألماني في مدينة كولون، هوبرتوس براد، بمحاولة دراسة هذه الظاهرة وخصوصا انعكاسات الذهب الأسود (النفط) على اقتصاد الدول المنتجة له. وقد أثبتت دراسته ميول معظم الدول التي تملك موارد طبيعية إلى الاعتماد الكلي على عائداتها من هذه الموارد لإدارة الدولة، وقد أظهر الباحث كذلك انعدام الاهتمام بتشجيع الاستثمارات في ميادين أخرى يعتمد عليها اقتصاديا بدل النفط.

ليست هناك تعليقات: